رواية نيران العشق والهوى الفصل التاسع عشر 19 بقلم هدير ممدوح
في السرايا..
عادت سهر إلى السرايا بعد خروجها من المستشفى وظلت بغرفتها بالأعلي وبجانبها نورا ومفيدة ومعهم ندى..
"بالأسفل"
تجمعت العائلة عدا من إسعاف التي كانت بالخارج والفتيات..
تحدث سلمان قائلاً:
_الواد ده خلاص اتحبس، واعترف هناك أنه هو اللي كان بيضربها وهو السبب فأنه سهر وقعت، وبرأ أمه واخته، ووافق على الطلاق.
قالت إعتماد بنبرة لا تحمل غير الشر:
_خليه يعفن فالسجون وامه واخته عليا.
هتف أيوب في ضيق:
_أمي بلاش تعملي حاجة، مش ناقصين مشاكل.
ردت اعتماد بحدة:
_وهو انا لسة عملت حاچة.
قال مصطفى بهدوء:
_ربك يمهل ولا يهمل يا مرات عمي كل واحد ليه يوم.
مالت بخيتة على أُذن إعتماد قائلة:
_مش هتقوليلهم على إسعاف.
همست اعتماد بخفوت:
_سيبيها عليا دي ليها يوم لحالها.
ضيق مصطفى عنيه ناظراً لهم وقال:
_خير في سر ومش عاوزين حد يسمعكم ولا ايه.
قالت اعتماد ببرود:
_ولا سر ولا حاچة يا ولدي.
••••••••••••••••••••
كانت إسعاف تلاحق هشام الذي رأته يراقب السرايا من بعيد، فعلمت ان خلفه شيء يجب معرفته..
اخذت تسير خلفه بخطوات هادئة بطيئة دون ان يشعر بها..
حتي توقف أمام أحد الأبواب الحديديه، حمراء اللون، أخرج المفتاح من جيب بنطالة وثنى القفل حتى انفرج الباب ودلف للداخل..
وقفت إسعاف خلف إحدى الحوائط كي لايراها وقالت مع نفسها:
_وياترى ده مين وعاوز إيه؟!..
لو فضلت واقفة مكاني كده مش، هعرف حاچة لازماً اتصرف.
تقدمت إسعاف للأمام لتقف أمام الباب، وقامت بالطرق عليه..
"بالداخل "
قالت زبيدة بفزع:
_مين ده يا ولدي اوعاك ليكون حد شافك.
قال هشام بجمود:
_لا متأكد محدش شافني فضلت مستني أيوب يطلع أو البت اللي اسمها ورد، محدش طلع، خدت بعضي وجيت، وبعدين ما احنا غيرنا المكان واتأجرنا البيت ده، اللي أسمها إعتماد متعرفش بوجودنا.
ارتفعت صوت طرقات اسعاف من الخارج، فاستقامت زبيدة واقفة وهي تقول:
_هفتح أنا ياولدي يمكن حد من الجيران اللي حوالينا دول.
هز هشام رأسه بصمت واقتربت زبيدة من الباب لتفتحه..
انفرج الباب أمام انظار إسعاف وطلت من خلفه زبيدة..
فأمعنت إسعاف النظر بها ودام الصمت لثوانِ معدودة..
وقالت زبيدة:
_مين انتِ ياست، عايزة حاچة.
تذكرتها إسعاف فقالت بدهشة:
_زبيدة؟!
ردت زبيدة بهدوء:
_ايوة أنا، رايدة شي ياخيتي.
ضحكت إسعاف بتعجب قائلة:
_هو انتي مش فكراني ولا إيه، ده انا بناتي كلهم اتوطلدوا على يدك انتي.
ابتسمت زبيدة بخفوت قائلة:
_السن ليه أحكامه، بس جوليلي أنتي مرات مين، واسمك ايه؟.
هتفت اسعاف بعجل:
_انا إسعاف مرات وهدان.
اتسعت أعين زبيدة بخوف ظناً منها بأن من أرسلها هي إعتماد، فشهقت قائلة:
_انتِ جاية هنا ليه؟!
لا أنتي ولا إعتماد محدش يقدر يخوفنا، والحقيقة هتبان وامشي من هنا بدل مبلغ عنكم.
انهت حديثها وهي تغلق الباب، فوضعت إسعاف يدها ودفعت الباب قليلاً قائلة:
_انا مش جاية عشان إعتماد ولا غيرها، انتي ناسية إني ضرتها، خليني ادخلي بس ونتفاهم.
••••••••••••••••••••
تجمع الفتيات حول سهر..
ربتت ندى على يدها قائلة:
_معلش ياحبيبتي، فترة وهتعدي الصبر بس.
قالت سهر بحزن تجلى في نبرتها:
_شكلها مطولة ياندى، ودايسة على قلبي بزيادة، مبقتش قادرة اتنفس ولا عارفة كيف هعيش.
هتفت نورا قائلة:
_ابكي ياخيتي لو عاوزة، واصرخي على كيفك المهم ما تكتميش في نفسك لحسن تتعبي.
ابتسمت سهر بتهكم قائلة:
_مبقتش فارجة، انا متمنية الموت دلوج وبس.
قالت ندى بهدوء وحكمة:
اذكرك بقول الله تعالي:
"وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ" سورة يوسف
قالها يعقوب لأبنائه..
إن فرج الله قريب، والحزن سيزول، فكيف لنا ان نقنط من رحمة الله وفرجه.
اخذت دموع سهر بالنزول كالمطر وقالت بصوت متحشرج:
_يارب ياندى يارب..
ربتت ندى على يدها بحنو..
وقالت نورا:
_بكرة يجيلك عوضك اللي ينسيكِ كل اللي فات وتعيشي أجمل أيام حياتك وتخلفي بنات حلوين زيك كده.
هتفت سهر بعجل:
_أنا مستحيل، مستحيل اتجوز تاني أنا خلاص اخدت نصيبي من الدنيا.
قالت مفيدة بخفوت:
_ربنا يهون عليكي يابت بوي..
وأدارت بصرها لـ نورا قائلة:
_جومي بينا يانورا ورانا بيوت ومصالح نبجا نجيلك مرة تانية ياسهر ياحبيبتي.
هزت سهر رأسها ولم تتفوه بشيء.
خرجا الفتيات خارج الغرفة وساروا للأسفل مع بعضهم ودار هذا الحديث بينهم،قالت نورا:
_حزينة عليها وعلى اللي جرالها منه لله جوزها ده،مش هاين عليا أسيبها كنا جعدنا معاها شوية.
فقالت مفيدة :
_نجيلها مرة تانية، دلوجتي جه وجت ناخد حقنا منيهم، جِوازنا محتاجة فلوس للمشروع الچديد.
قطبت نورا حاجبيها بدهشة قائلة:
_مشروع إيه دلوج، وحق ايه؟!.٠
واسترسلت قائلة:
_ما جالوا انهم هياخدوا قرض، ده مش وجته ياخيتي.
وقفت مفيدة على درجة السلم قائلة في حدة:
_الأحسن نضرب الحديد وهو حامي، خليكِ ناصحة يابت.
اضافت نورا بضيق:
_مع حالك ماليش صالح بيكي.
••••••••••••••••••••••
صاحت رشيدة قائلة :
_ياولدي ارجع أحب على يدك، أحنا حريم ولحالنا ومش عارفين نعمل ايه، روحت لبيت أخوي جالي ماليش صالح بيكم مش انتو اللي وجعته مع بيت وهدان.
هتف مؤمن في حدة:
_بقا تضربوا البت وتسقطوها وعاوزين اساعدكم، يما اتقي الله ما انتي عندك بنت كمان، ترضي حد يعمل في بتك كده.
هتفت رشيدة في عدل:
_بعد الشر ياواد على اختك.
قال مؤمن بضيق من تصرفاتها:
_لا حول الله يارب، انتي عاوزة ايه دلوقتي يما.
قالت رشيدة في حدة:
_ تنزل تقف مع اخوك وتشوفله محامي كبير يطلعه ولا مرتك المصرية متحكمة فيك وهتمشي كلمتها عليك.
هتف الأخر بنفاذ صبر:
_مالك ومال مراتي بس، اسمعي.. أنا مش نازل واتصرفي أنتي وابنك.
شهقت رشيدة قائلة:
_هتسيبنا لحالنا، ومين يصرف علينا ويجوز اختك.
أجاب مؤمن بضيق:
_بنتك جهازها كامل يعني لو حد اتقدملها بعد اللي عاملته هتجوزيها على طول، ومن معاشك اصرفي على نفسك، وبلاش وجع دماغ.
اغلق مؤمن الهاتف بوجه والدته بقسوة قلب..
نظرت رشيدة للهاتف بحزن قائلة:
_هان عليك امك ياولدي، جايب قساوة القلب دي منين يا مؤمن..
زفرت بقوة وصمتت.
جالسة إسعاف بمنزل زبيدة.. وتجلس هي وحفيدها أمامها..
قالت إسعاف بفضول:
_عاوزة أعرف أي هي حقيقة إعتماد وليه ولد ولدك هيراجب السرايا على طول.
قال هشام في حدة:
_أسمعي ياست أنتي مش هنحكي حاچة واتفضلي لـ برة، هو بالعافية تدخلي وتقعدي.
رمقته إسعاف بأعين ثاقبة وهي تقول:
_مش يمكن أجدر أساعدك فاللي عاوز توصله.
نظر هشام لجدته بصمت، فقالت الأخرى:
_مجدرش أجولك على حاچة يا إسعاف، كل اللي عاوزينه أيوب يجي نحكي معاه دقيقتين ويمشي، لو تقدري تجبيه يبقا كتر ألف خيرك.
قالت إسعاف بإصرار:
_أعرف إيه الحقيقة، واجيبلكم أيوب واعتماد تحت رجليكم كمان.
صمتت زبيدة قليلاً بدا عليها التفكير ورمقت هشام قائلة بحيرة:
_هو مفيش حل غيره يا ولدي خلينا نقول لـ إسعاف.
هتفت اسعاف بخفوت:
_وانا سامعة، احكي ياحبيبتي
قصت عليها زبيدة كل ما حدث من تبديل أيوب وورد..
فوقفت إسعاف قائلة بانبهار:
_بعد ده كله يطلع أيوب مش ولد وهدان، يعني هو مالوش حاچة اصلاً.
هتف هشام بتعجب:
_مالوش حاچة كيف يعني؟!.
قالت إسعاف بهدوء، وفرحة بالقلب مخفية:
_ولا تاخد في بالك، أيوب هجيبه وده وعد مني وكمان هيسمع الكلام ده من أمه.
قال هشام بدهشة:
_وده ازاي؟!
اجابت إسعاف بخفوت:
_هجولك...
••••••••••••••••••••
وقفت نورا جانباً، وتوقفت مفيدة امام شقيقها التي تعجب من وقفتها فقال:
_في حاجة يا مفيدة!.
صاحت مفيدة بقوى:
_اسمع ياخوي، الحق لازم يرجع لصحابه، أنا دلوج عاوز نصيبي من كل حاچة سابها ابوي، عشان جوزي محتاج الفلوس دي.
قالت إعتماد:
_شوف البت قليله الحيا اللي معندها دم.
رد أيوب بثبات:
_مش وقته يامفيدة، بعدين نشوف الموضوع ده.
قالت مفيدة :
_لا وجته اسمع أما اجولك...
قاطعها سلمان قائلاً بحدة:
_انتِ يابت عايزة تجلطينا ، أحنا فأيه ولا ايه.
لم تعيره مفيدة أي اهتمام، واستطردت قائلة:
_جُلت ايه ياخوي.
وثب أيوب واقفاً وصرخ بوجهها عاليا:
_أمشي اطلعي برة، يلا..
ارتجفت اوصالها وقالت بقوى زائفة:
_أنت بتطردني من بيت ابوي يا اخوي.
رد سلمان من خلفها:
_ونقطع رجبتك يا جليلة الرباية.
قالت مفيدة بتحدي:
_ماشي، ماشي ياخوي..
وغادرت مفيدة بخطوات سريعة، ووقفت نورا امام أيوب قائلة بود:
_حقك عليا ياخوي متزعلش أنت حالك، افوتكم بعافية ياجماعة..
ختمت جملتها وهي تسرع بخطواتها لتلحق اختها.
دقائق من الصمت مرت عليهم.. حتى هبطت ندى من الأعلى وجلست بجانب والدتها قائلة:
_مش آن الأوان يامرات عمي، الكل يعرف مين اللي خطط لموتنا وولدي راح فيها.
رمقها أيوب بدهشة قائلاً:
_مين؟!.. مين اللي عمل كده.
تنهدت اعتماد قائلة:
_خليني اجولكم خلي المصايب دي تخلص.. مرات ابوك، إسعاف ياولدي سمعتها بودني وهي هتتكلم من التليفون.
قالت سلمان في حدة: _متوكدة من اللي جولتيه ده.
هتفت إعتماد في عجل:
_اعدم عنيا يا خوي سمعتها بودني.
رد أيوب في حدة:
_وهي إيه اللي يخليها تعمل كده متأكدة من اللي سمعتيه.
كادت إعتماد ان ترد، فقاطعتها ندى قائلة:
_أنا خططت لده كله فاضل بس التنفيذ وهنعرف ان كانت هي ولا لأ..
وختمت حديثها وهي تقص خطتها..
•••••••••••••••••••
مازالت العائلة متجمعة لم ينقص منها فرداً.. عادت إسعاف من الخارج وما إن رأها أيوب قال بصوت عاليا:
_ايوة يا حضرة المأمور، حضرتك بتقول انكم قبضتوا على الولد وهو اعترف مين اللي وزه علينا.
صمت قليلاً واسترسل:
_بتقول اللي عمل كده واحد من عيلتنا، جولي مين بسرعة..
وصمت لثوانِ كي يتبين انه يستمع لجهة الأخرى..
وترك الهاتف من يده..
و قفت اسعاف مكانها، ما ان استمعت لتلك الجملة.
وصاحت إعتماد بتمثيل:
_ايه ياولدي المأمور جالك ايي، عرفت مين اللي عمل كده.
هز أيوب رأسه بصمت.
فدب الخوف ثنايا قلب إسعاف.
هتف سلمان قائلاً:
_طيب جولنا مين اللي حاول جتلكم.
وثب أيوب واقفاً وتقدم باتجاه اسعاف لتتراجع هي بخطواتها كلما اقترب منها، حتى وقف ثابتاً أمامها وقال ببرود:
_ليه؟.
شحب وجهها وتعرقت، فقالت بتوتر:
_ايه.
قال مصطفى:
_لا يا أيوب أوعى تقول ان مرات عمي هي اللي عملتها.
صاحت إسعاف بعجل والخوف قد تمكن من قلبها:
_لا أنا معملتش حاچة.
عقدت ندى ساعديها وهتفت قائلة:
_الشرطة جاية تقبض على اللي عملها، وده كان قتل مش لعب عيال وصعب يطلع منيها..
اتسعت أعين إسعاف.. وقالت:
_اسمع ياولدي أنا مقصدش صدجني أنا جلت للواد بس يخوفكم، وحصل اللي حصل.
ردت اعتماد قائلة:
_يعني انت اللي عملتيها.
هروالت إسعاف إلى سلمان وقبضت على قدمه من الأسفل وهي تقول بترجي:
_أبوس على رجلك ياخوي أنا مش حمل بهدلة وسجن متخلهمش يا خدوني.
دفعها سلمان بقدمه وقال في حدة:
_بعدي ياولية، تعرفي هاين علي اديكي طلقتين فدماغك واخلص منك.
استقامت إسعاف واقفة وتوجهت ألى ندى وقالت وهي تتمسك بها:
_مكنتش أعرف إنك حامل والله يابتي ما كنت اعرف..
اشاحت ندى وجهها للجهة الأخرى، ولم تنبس ببنت شفة، فتوجهت إسعاف إلى إعتماد قائلة:
_اعتماد ياخيتي اوعك تسبيني..
وقبضت عليها تعانقها بقوة وهمست قائلة:
_اتصرفي وإلا افضح حقيقتك واقول قدامهم ان أيوب مش ولدك وتبقا اتطربقت على راسنا احنا الاتنين..
اتسعت أعين إعتماد بذهول، وابتعدت عنها اسعاف تحدجها بنظرات حادة..
فصاحت اعتماد قائلة:
_خلاص ياولدي ربك هيجيبلك حقك،و....
هتف ايوة في دهشة :
حق إيه أنا مش هسكت وهبلغ عنها.
قالت إسعاف بدهشة:
_تبلغ!.
رد أيوب قائلاً:
_ايوة هبلغ، امي سمعتك وانتي بتتكلمي واعترفتي بجريمتك، واللعبة دي عشان نتأكد.
رمقت اسعاف اعتماد بحدة، فقالت الأخرى:
_اسمع يا سلمان الفضيحة بين أهل البلد وحشة، بلاش تبجا سيرتنا على كل لسان، بعد العمر ده يا خوي.
صمت سلمان مفكراً بحديثها..
فقالت ندى:
_أنا ماليش صالح بحديت الناس، أنا عاوزة حق ولدي يا أيوب.
رد أيوب بحزم وهو يمسك هاتفه:
_وأنت هبلغ عنها فوراً.
وثب سلمان واقفاً وهو يقول بصرامة:
_بس.. الكل يسمع الكلام ده، احنا خلاص عرفنا مين المجرم، وحسابنا هناخده بطريقتنا من غير ما ندخل البوليس.
رد أيوب في ضيق:
_كلام ايه ده بس ياعمي..
قال سلمان بحزم:
_اسمع ياولدي هي هتمشي من السرايا وقرش واحد مش هتاخده وده عقابها..
هتفت ندى قائلة:
_احنا بنسمحلها أنها تعيد اللي عملته تاني وتالت.
هتفت اعتماد قائلة:
_لو فكرت تعملها تاني اقطع خبرها يابتي.
هتفت فتحية قائلة:
_واقفة ليه يلا غوري من وشنا.
رمقهم ايوب بعدم رضا، وغادر السرايا بغضب، وصعدت ندى للأعلى.
••••••••••••••
مر اليوم دون أي أحداث اخرى..
بمنزل يسري..
استقبلت رشيدة إحدى الضيوف بمنزلها ورحبت بهم بحفاوة..
وكانوا شاب ووالدته..
قال الشاب بهدوء:
_انا بس اللي طالبة الجوازة تتم بعد اسبوع عشان هسافر، وهاخدها معاي.
قالت رشيدة :
_بس ياولدي أسبوع واحد قليل..
تحدثت والدة الشاب بحزم:
_على راحتك ياخيتي لو هتدونا البت يبقا بعد اسبوع لأنه الواد خلاص هيسافر، مش عاوزين البنات مالية البلد..
ترددت رشيدة، ثم قالت على مضض:
_تمام، خلاص موافقين..
نظر الشاب لوالدته بسعادة قائلاً:
_على بركة الله..
جالسة إعتماد على فراشها..
قالت بتوتر وهي تحدث نفسها:
_أعمل إيه فالمصيبة دي.. واسعاف عرفت ازاي؟!
واستقامت واقفة وهي تقول:
_وهتفضل ساكتة لحد امتى، معجول تكون نهايتي جربت على يدها.
واستطردت قائلة:
_المثل بيقول اتغدى بعدوك قبل ما يتعشى هو بيك.. وانا لازم اخلص من اي حد يقف في كريقي.
•••••••••••••••
كاد أيوب ان يخرج من باب السرايا..
حتى وجد صالح بوجه قائلاً:
_أيوب بيه..
قال أيوب بهدوء:
_أيوب بس ياصالح ليه بيه دي ياعم ده احنا حتى في سن بعض.
ابتسم صالح بود قائلاً:
_أنا عاوزﺧد٩ اطلب منك طلب وياريت تديني فرصة..
تتدخل عتمان قائلاً بعدما استمع لحديثهم:
_ولا حاجة يا أيوب بيه روح انت دلوج.
رمق صالح والده بحدة.
وحدجهم أيوب بتعجب.
قال صالح بعجل:
_بصراحة كده أنا عاوز اطلب أيد سهر، وقبل ما ترفض أنا عارف عنها كل حاچة وبحبها من وانا عيل.
هتفت عتمان بعجل:
_سامحه يا أيوب بيه، ده واد طايش ميقصدش، احنا مش قد المقام برضه.
قالت أيوب بدهشة:
_مقام ايه بس ياعم عتمان، صالح مقالش حاجة غلط..
وابدل نظره لصالح قائلاً:
_قولي ياصالح انت شغال ايه.
انفرجت أسارير صالح قائلاً:
_محاسب وعندي شقة فالقاهرة، ولو وافقت صدقني عمري ما هخليها تزعل.
رأى أيوب الصدق بعنيه واللهفة فيي نبرته فقال:
_الموضوع مش بأيدي خاصة بعد الفترة اللي مرت فيها سهر ياصالح بعد الطلاق والعدة يحلها حلال.
هتف صالح:
_بس في امل صح.
رد أيوب قائلاً:
_فيه ياصالح في.
يتبع..